في السنوات الأخيرة، تطوّرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (AI) بشكل مذهل، مؤثرةً في مجالات عديدة مثل الصحة والتعليم والتمويل والترفيه. من أبرز هذه التطورات ظهور الفيديوهات المُنتَجة بالذكاء الاصطناعي: محتوى يتم إنشاؤه أو التأثير عليه بشكل كبير من قِبل خوارزميات تعلم الآلة. هذه الثورة لا تغيّر فقط صناعة المحتوى على منصات مثل تيك توك ويوتيوب، بل بدأت تطرق أبواب السينما أيضاً. فهل يمكن أن يأتي يوم تكتب، تُخرج، وتنتج فيه الذكاء الاصطناعي فيلماً سينمائياً ضخماً؟
الفيديوهات المُنتجة بالذكاء الاصطناعي هي وسائط مرئية يتم إنشاؤها بمساعدة تقنيات AI. يمكن أن تشمل هذه الفيديوهات تقنيات الـ Deepfake، ممثلين رقميين، أو مشاهد مكتوبة ومتحركة بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي. من أبرز التقنيات المستخدمة:
بفضل هذه التقنيات، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُنتج محتوى كان في السابق يتطلب فرقاً بشرية ضخمة ومعدات باهظة.
بدأت صناعة السينما بالفعل في استخدام الذكاء الاصطناعي، حتى وإن لم يكن ذلك واضحاً للمشاهد. من أبرز الاستخدامات:
أدوات مثل ChatGPT وSudowrite تُساعد في توليد أفكار القصص، الحوارات، وبناء السيناريوهات. قد تفتقر هذه الأدوات للإحساس العاطفي العميق، لكنها تقدم أرضية خصبة للتعاون الإبداعي.
تقنيات مثل الـ Deepfake تمكّن من إعادة تمثيل ممثلين حقيقيين أو حتى أحياء صورياً. يمكن للذكاء الاصطناعي أيضاً تحليل النصوص واقتراح الممثلين الأنسب حسب السياق.
يُسرّع الذكاء الاصطناعي عمليات مثل القص، استبدال الوجوه، وإنشاء الخلفيات، مما يقلل من التكاليف ويُسرّع مرحلة ما بعد الإنتاج.
نماذج مثل ElevenLabs وDescript تستطيع تقليد أصوات الممثلين بدقة، مما يسهّل عملية دبلجة الأفلام للغات متعددة دون الحاجة لممثلين صوتيين إضافيين.
يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تأليف الموسيقى حسب الحالة المزاجية والمشهد. أدوات مثل AIVA وAmper Music تُنتج موسيقى مخصصة ديناميكياً.
استخدام صورة أو صوت شخص دون إذنه يُثير تساؤلات قانونية وأخلاقية مهمة.
استبدال وظائف تقليدية مثل التحرير، الدبلجة، وكتابة النصوص قد يؤدي إلى تقليص الوظائف في هذه المجالات.
يرى البعض أن المحتوى المُنتج آلياً يفتقر للمسة الإنسانية والإحساس الفني الحقيقي.
الذكاء الاصطناعي يتعلم من البيانات المتاحة، وإذا كانت تلك البيانات متحيزة، سينعكس هذا التحيز على المحتوى الناتج.
من غير المرجّح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل المبدعين تماماً، بل سيعمل كأداة مُساعدة تُعزز من قدراتهم.
تماماً كما لم تستبدل الكاميرا الرسامين، فإن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة جديدة ضمن أدوات الإبداع.
أدوات الذكاء الاصطناعي تُتيح للعديد من الموهوبين دخول عالم صناعة الأفلام دون الحاجة لميزانيات ضخمة.
في المستقبل، قد نشاهد أفلاماً مصممة خصيصاً لكل مشاهد، تتغير قصتها أو أبطالها بناءً على تفضيلاتنا الشخصية.
شخصيات رقمية مثل Lil Miquela أصبحت شائعة، ومع تطور التقنية قد نشاهد ممثلين افتراضيين يشاركون في أعمال درامية وسينمائية بشكل دائم.
الفيديوهات المُنتجة بالذكاء الاصطناعي تُغيّر شكل صناعة السينما بشكل جذري. من التأثيرات البصرية إلى كتابة المشاهد، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة بل شريكاً إبداعياً. ورغم التحديات الأخلاقية والعملية، إلا أن الفرص هائلة.